أخبار الزمان.. ما قاله المسعودي عن يافث بن نوح ويأجوج ومأجوج
اليوم السابع -

المعرفة ليست ضارّة، وليس من الضروري أن نُصدّق كل ما نعرفه، لكنها، بصورةٍ ما، تُفيدنا في فهم طرق التفكير عند القدماء، لذا أحب العودة إلى كتب التراث والتأمل فيما تحمله من رؤى، خاصة كتب التاريخ، التي تُسلّط الضوء على بدايات الحياة على الأرض. ومن هذا المنطلق، نقرأ معًا ما أورده المسعودي في كتابه الشهير "أخبار الزمان" عن يافث بن نوح ويأجوج ومأجوج.

يافث بن نوح 

يذكر المسعودي، نقلًا عن أصحاب التاريخ، أن اللغات في العالم اثنتان وسبعون لغة، توزعت على أبناء نوح الثلاثة:
سبع وثلاثون لغة في نسل يافث
ثلاث وعشرون لغة في نسل حام
اثنتا عشرة لغة في نسل سام
ويقول إن من نسل يافث خرج سبعة وثلاثون ولدًا، لكل واحد منهم لغة يتكلم بها هو ونسله، وكان من نصيب يافث أراضٍ مثل أرمينية وما جاوزها إلى الأبواء، ومن نسله جاءت شعوب مثل:
الأشبان، الروس، البرجمان، الخرز، الترك، الصقالبة، يأجوج ومأجوج، فارس، مزنان، أهل جزائر البحر، الصين، البغار، وغيرهم من أمم لا تُحصى.

يأجوج ومأجوج

أما يأجوج ومأجوج، فيقول المسعودي إن ذكرهم لا يُستقصى لكثرة عددهم، وزعم بعض المؤرخين أن ربع الأرض (الذي يُقدّر مسيرته بمئة وعشرين سنة) يسكنه:
تسعون سنة منها ليأجوج ومأجوج
اثنتا عشرة سنة للسودان
ثماني سنوات للروم
ثلاث سنوات للعرب
سبع سنوات لبقية الأمم
ووصفهم المؤرخون بأنهم أربعون أمة، يختلفون في الخِلقة والطول والهيئة، ولكل أمة ملك ولغة وزيّ.
منهم من طوله شبر أو شبران، ومنهم مشوّهون أو لهم قرون أو أذن يتغطى بها، ومن يسير وثبًا بدل المشي، ويأكلون كل شيء: الحيتان، البشر، الحشرات، الطيور وحتى الرخم والحدأة. وبعضهم يهاجم بعضًا.
ومنهم من لا يُتقن الكلام بل يهمهم فقط، ولديهم شدة وبأس، ويعتمدون على الصيد، ويغيرون على الأمم المجاورة ويخربون بلادهم، حتى أن ذا القرنين بنى السد لصدهم، وهو السد الذي يحاولون اختراقه في آخر الزمان كما أشار القرآن الكريم.

ويُقال إن بعضهم يأكل بعضًا، وتكثر عندهم الزلازل، وفيهم أمم تعرف المناسك.
دعوة النبي ويأجوج ومأجوج
ورُوي أن النبي محمد ﷺ سُئل عن يأجوج ومأجوج، وهل بلغتهم دعوته، فقال:
"جزت ليلة أُسري بي عليهم، فدعوتهم فلم يستجيبوا."


 



إقرأ المزيد